دخل المواطنون الصينيون بشكلٍ مفاجىءٍ إلى قائمة أكبر مشتري المساكن الأجانب في تركيا. واحتلّوا المركز الثامن في النصف الأول من عام 2020 بعد ثلاث سنوات من الغياب عن قائمة أكبر 20 مشتريا أجنبيا.
ووفقًا لـ”معهد الإحصاء التركي – توركسات” (TurkStat)، اشترى المواطنون الصينيون ما مجموعه 415 وحدة في الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير وحزيران/ يونيو. وفي شهر يونيو بالتحديد احتلّ الصينيون المرتبة الثالثة مع شراء 78 وحدة.
وأظهرت البيانات أن المشترين الصينيين يتركّزون جغرافيًّا في المدن الكبرى إسطنبول وأنقرة وإزمير.
يُذكر أن المرة الأخيرة التي دخل فيها المشترون الصينيون قائمة أكبر 20 جنسية اشترت منازل في تركيا، كانت في عام 2016 حيث قاموا بشراء 281 وحدة.
وتعليقًا على البيانات، قال رئيس “الجمعية الثقافية التركية الصينية” (Turkish-Chinese Cultural Association)، عرفان كارسلي، إن موجةً كبيرةً من الاستثمارات الصينية في الإسكان في الخارج، وخاصةً في الولايات المتحدة، ظهرت لسنوات عديدة. وقد زاد اهتمامُ الصينيين بقطاع العقارات السكنية في تركيا وأوروبا مؤخرًا بعد “مبادرة الحزام والطريق” (Belt and Road Initiative) الصينية، والتي يُشار إليها باسم “طريق الحرير الجديد” (New Silk Road).
تمّ إطلاقُ “مبادرة الحزام والطريق” في عام 2013 من قِبل الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقد سهّلت المبادرةُ الوصول إلى المستثمرين الصينيين وأعطتهم دفعةً للاستثمار في تركيا.
وأشار كارسلي إلى ارتفاع شعبية تركيا بين المواطنين الصينيين كوجهةٍ سياحيةٍ في السنوات الأخيرة، ما أثّر بشكلٍ إيجابيّ على الاستثمار الصيني في البلاد.
يقول كارسلي: “بلغ عددُ الوافدين سنويًّا من السياح الصينيين إلى البلاد حوالي 500 ألف شخص. الصينيون اليوم يهتمّون بتركيا كغيرها من الدول الأوروبية الأخرى”.
وكانت أسعارُ المنازل التنافسية في تركيا عاملًا مهمًّا أيضًا في زيادة الاهتمام الصيني، حيث تُعدُّ أسعارُ المنازل في ظروفٍ مماثلةٍ في الصين أغلى بثلاث مرات.
ومن جهته قال فاروق أكبال، رئيس شركة الاستثمار العقاري “نيفيتا إنترناشونال” (Nevita International)، إن تنوّع مشتري المساكن الأجانب مهمٌّ لزيادة حصة تركيا في سوق الاستثمار العقاري العالمي.
وأضاف أكبال أن حجم الاستثمارات الأجنبية في سوق العقارات العالمي يبلغ حوالي 400 مليار دولار سنويًّا، وتتصدّر الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وجهات الاستثمارات مع 75 مليار دولار و100 مليار دولار لكلٍّ منهما على التوالي.
ويرى أكبال أنه يجب على تركيا ألّا تكتفي بحصتها البالغة 6 مليار دولار، وأن عليها التوسّع في هذا السوق والاستفادة من الاهتمام الصيني المتزايد بالعقارات السكنية التركية.